الإمام الشافعي في ضيافة الإمام 

أحــّـمـَـدْ رحـمهم الله


📌زار الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الإمام أحمد بن حنبل ذات يوم في داره ، وكانت للإمام أحمد ابنة صالحة تقوم الليل وتصوم النهار وتحب أخبار الصالحين والأخيار ، وتود أن ترى الشافعي لتعظيم أبيها له ، فلما زارهم الشافعي فرحت البنت بذلك ، طمعاً أن ترى أفعاله وتسمع مقاله .

وبعدما تناول طعام العشاء قام الإمام أحمد إلى صلاته وذكره ، والإمام الشافعي مستلقٍ على ظهره ، والبنت ترقبه إلى الفجر ، وفي الصباح قالت بنت الإمام أحمد لأبيها :

يا أبتاه ... أهذا هو الشافعي الذي كنت تحدثني عنه ؟

قال : نعم يا ابنتي .

فقالت : سمعتك تعظم الشافعي وما رأيت له هذه الليلة .. لا صلاة ولا ذكراٍ ولا ورداً؟

وقد لا حظت عليه ثلاثة أمور عجيبة ، قال : وما هي يا بنية ؟

قالت : أنه عندما قدمنا له الطعام أكل كثيراً على خلاف ما سمعته عنه ، وعندما دخل الغرفة لم يقم ليصلي قيام الليل ، وعندما صلى بنا الفجر صلى من غير أن يتوضأ .

فلما طلع النهار وجلسا للحديث ذكر الإمام أحمد لضيفه الإمام الشافعي ما لاحظته ابنته ،

فقال الإمام الشافعي رحمه الله :

🔻يا أبا محمد لقد أكلت كثيراً لأنني أعلم أن طعامك من حلال ، وأنك كريم وطعام الكريم دواء ، وطعام البخيل داء ،

وما أكلت لأشبع وإنما لأتداوى بطعامك ،

🔻وأما أنني لم أقم الليل فلأنني عندما وضعت رأسي لأنام نظرت كأن أمامي الكتاب والسنة ففتح الله عليّ باثنتين وسبعين مسألة من علوم الفقه رتبتها في منافع المسلمين ، فحال التفكير بها بيني وبين قيام الليل ،

🔻وأما أنني صليت بكم الفجر بغير وضوء ، فوالله ما نامت عيني حتى أجدد الوضوء . لقد بقيت طوال الليل يقظاناً ، فصليت بكم الفجر بوضوء العشاء .

ثم ودّعه ومضى .

فقال الإمام أحمد لابنته : هذا الذي عمله الشافعي الليلة وهو نائم ( أي مستلقٍ ) أفضل مما عملته وأنا قائم .

0 Komentar